اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 219
بجلال ذلك الوجه الكريم وعظمته وكبريائه وكماله وجلاله وجمالـه ) [1]
ولم يكتف السلفية بكل ذلك التجسيم المستند لأمثال تلك الروايات والأساطير
التي ينفسون بها عن نفوسهم الممتلئة بالضيق والكدر.. وإنما راحوا يضيفون إليها
جرعة أكبر من الجرأة حين يضعون لله صورة تتناسب مع شذوذهم وفطرهم المدنسة بدنس
الحس.
وقد قدموا لتلك الصورة ـ لصعوبة تقبلها ـ بمقدمات كثيرة حتى يسهل عليهم
التملص والفرار إذا ما اتهموا بالتشبيه المطلق.
وقد انطلقوا في ذلك من ذكر ما يطلقون عليه [رؤية رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لربه]، وهي مسألة حظيت باهتمام
كبير من السلفية.. وأكثرهم يميل إلى أنها وقعت .. وحتى الذي لا يميل إلى ذلك يذكر
بأن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
رأى ربه في الرؤيا.. ثم يعقب على ذلك بأن رؤيا الأنبياء حق.. وبذلك فإن ما وصف
رسول الله a ربه من الصفات الحسية
مقبول عندهم سواء قالوا برؤية اليقظة أم بالرؤيا المنامية.
ولأن النتيجة في كليهما واحدة، فقد تعامل السلفية بهدوء مع هذه المسألة
على الرغم من وجود آثار كثيرة تثبت الرؤية، والمثبت عندهم مقدم على النافي، قال الذهبي: (ولا نعنف من أثبت الرؤية
لنبينا في الدنيا، ولا من نفاها، بل نقول الله ورسوله أعلم، بل نعنف ونبدع من أنكر
الرؤية في الآخرة، إذ رؤية الله في الآخرة ثبتت بنصوص متوافرة) [2]
أما الفريق الذي يرى أنها قد وقعت،
ويصف بالضبط صورة الله بدقة، فهم أكثر السلفية، كما قال ابن تيمية: (وأكثر علماء أهل السنة
يقولون: إن محمدًا (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) رأى ربه ليلة المعراج)[3]
[1] الصواعق
المرسلة على الجهمية والمعطلة. 1 / 234 .