responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 218

هذا الجمال،واكتسبوا من جماله ونوره سبحانه جمالاً إلى جمالهم،وبقوا في شوق دائم إلى رؤيته،حتى إنهم يفرحون بيوم المزيد فرحاً تكاد تطير له القلوب)[1]

وهو في هذا الكلام الذي يشبه كلام العارفين في ألفاظه، إلا أنه لا يرقى إلى مقاصدهم.. فالجمال عنده هو جمال صورة الله الحسية التي لم يتصوروا أن يعرف الله من دونها.

والعجيب أن السلفية في ذكرهم لهذا يتناقضون مع ما يوردونه من روايات حول ما يطلقون عليه صفة [السبحات]، والتي رووا في شأنها قوله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) [2]

وقد رفضوا كل التأويلات التي أوردها المنزهة، مثلما فسرها الزمخشري بأنها ( الأنوار التي إذا رآها الراءون من الملائكة سبحوا وهللوا لما يروعهم من جلال الله وعظمته)[3]

أو كما فسرها ابن فورك حين قال: ( فقد تأول أهل العلم ذلك، منهم أبو عبيد، ذكر أن معنى لو كشفها، فقال: أي لو كشف رحمته عن النار لأحرقت سبحات وجهه، أي لأحرقت وجه المحجوب عنه بالنار، والهاء عائد في سبحات وجهه إلى المحجوب،لا إلى الله عز وجل)[4]

وقد رفض السلفية كل ذلك، وتمسكوا بالمعنى الحسي، وهو أن هذه السبحات نور وجهه جل جلاله، يقول ابن القيم: ( فإذا كانت سبحات وجهه الأعلى لا يقوم لها شيء من خلقه، ولو كشف حجاب النور عن تلك السبحات لأحرق العالم العلوي والسفلي، فما الظن


[1] شرح النونية: 2/64.

[2] رواه مسلم، وقد قدح بعض المتأخرين من المنزهة في سند هذا الحديث الذي رواه مسلم. وذكر أن هذا الحديث رواية شاذة انظر تعليق حسن السقاف على شبه التشبيه (ص200 ـ202 ) .

[3] الفائق في غريب الحديث (2/148) .

[4] مشكل الحديث وبيانه (ص231) .

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست