responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 211

ومن يشك في أن الله تعالى خلق الإنسان على صورته، والسباع على صورها، الأنعام على صورها )[1]

أما ابن تيمية ـ فعادته في الإطناب والتنظر ـ ولخطورة المسألة وأهميتها، ولحرصه الشديد على حفظ عقائد المؤمنين التي وكلت إليه ـ باعتباره شيخ الإسلام ـ من أن يصيبها فيروس التجهم والتعطيل، فقد ساق لفساد هذا القول تسعة أوجه، منها [2]: أنه إذا قيل: إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورة آدم، أو لا تقبحوا الوجه، ولا يقل أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فإن الله خلق آدم على صورة آدم، كان هذا من أفسد الكلام، فإنه لا يكون بين العلة والحكم مناسبة أصلاً، فإن كون آدم مخلوقاً على صورة آدم، فأي تفسير فسر به فليس في ذلك مناسبة للنهي عن ضرب وجوه بنية، ولا عن تقبيحها وتقبيح ما يشبهها.

ومنها: أن الله خلق سائر أعضاء آدم على صورة آدم، فلو كان مانعاً من ضرب الوجه أو تقبيحه لوجب أن يكون مانعاً من ضرب سائر الوجوه وتقبيح سائر الصور، وهذا معلوم الفساد في العقل والدين، وتعليل الحكم الخاص بالعلة المشتركة من أقبح الكلام، وإضافة ذلك إلى النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لا يصدر إلا عن جهل عظيم أو نفاق شديد،إذ لا خلاف في علمه وحكمته وحسن كلامه وبيانه .

وبناء على فساد التأويلين السابقين فقد ذهب السلفية أو أكثرهم إلى أن الضمير في الحديث يعود على الله عز وجل.. وبذلك يصبح معنى الحديث: (إن الله خلق آدم على صورته هو) أي على صورة الله .. أي أن آدم يشبه الله.

والسلفية يجتهدون في أن ينسبوا القول بهذا لإمامهم الكبير الإمام أحمد، ويعتبرون


[1] تأويل مختلف الحديث ص ( 318 ) .

[2] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (6/ 428)

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست