اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 212
تلك
النسبة كافية في البرهنة على ما ذهبوا إليه، وقد نقلوا عن بعضهم أنه قال: ( نقلت
من خط أحمد الشنجي بإسناده قال: سمعت محمد بن عوف يقول: أملى عليَّ أحمد بن حنبل – فذكر جملة من المسائل
التي أملاها عليه مما يعتقده أهل السنة والجماعة،ومنها – وأن آدم صلى الله عليه وسلم خلق
على صورة الرحمن كما جاء الخبر عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))[1]
وقال ابن قتيبة: ( والذي عندي – والله تعالى أعلم – أن الصورة ليست بأعجب من اليدين،والأصابع،والعين،وإنما
وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن،ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن،ونحن
نؤمن بالجميع،ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد )[2]
وقد انتصر التويجري في كتابه الذي خصصه لهذا الحديث، والذي أقره عليه ابن
باز، بوجوه كثيرة نقتصر منها على هذا الوجه، حيث قال: (الوجه الثاني: أن يقال إن
خلق آدم على صورة الرحمن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أربعة أحاديث .. أولها:
حديث أبي هريرة أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (خلق الله آدم على
صورته)، وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة عن أبي هريرة والضمير في قوله (على صورته)
عائد إلى الله تعالى كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة.. وثانيها: حديث ابن عمر
أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال:(لا تقبحوا الوجه
فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن) وهذا نص صريح في أن الله تعالى خلق آدم على
صورته. وهذا النص لا يحتمل التأويل، ومن تأوله فقد أبعد النجعة وتكلف غاية التكلف..
وثالثها: حديث أبي يونس الدوسي عن أبي هريرة أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال:(إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإنما صورة الإنسان على صورة وجه
الرحمن) وهذا نص صريح في أن الله تعالى خلق الإنسان على صورة وجهه الذي هو صفة من
صفات ذاته. وهذا النص لا يحتمل التأويل، وفيه أبلغ رد على ابن خزيمة وعلى كل من
تأول الحديث بتأويلات الجهمية