اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 209
ن
أحمد بن حنبل قال ( قال رجل لأبي: إن رجلاً قال: خلق الله آدم على صورته،أي صورة
الرجل،فقال: كذب،هذا قول الجهمية،وأي فائدة في هذا )[1]
ولهذا، فقد أنكر السلفية على ابن خزيمة ـ على الرغم من موافقته لهم في كل
شيء ـ إنكارا شديدا، قال الذهبي – معاتبا من يشتدون على ابن خزيمة بسبب ذلك – ( وكتابه في التوحيد
مجلد كبير،وقد تأول في ذلك حديث الصورة،فليعذر من تأول بعض الصفات،وأما السلف فما
خاضوا في التأويل بل آمنوا وكفوا،وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله،ولو أن كل من
أخطأ في اجتهاده – مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق – أهدرناه،وبدعناه،لقل من يسلم من
الأئمة معنا،رحم الله الجميع بمنه وكرمه )[2]
أما ابن تيمية فكعادته في التنظر والإطناب فيه، فقد ذكر ثلاثة عشر وجهاً للرد
على هذا التأويل، لأن المسألة عندهم مسألة كفر وإيمان، ولهذا تحتاج منهم كل هذه
الجهود الفكرية المضنية.
ومن تلك الوجوه[3] ـ والتي يستخدم فيها ابن
تيمية الحيل اللغوية، متناسيا أن أكثرالأحاديث في حال صحتها مروية بالمعنى ـ ما
ذكره من أنه
في مثل هذا (لا يصلح إفراد الضمير،فإن الله خلق آدم على صورة بنيه كلهم، فتخصيص
واحد لم يتقدم له ذكر بأن الله خلق آدم على صورته في غاية البعد،لا سيما وقوله
(وإذا قاتل أحدكم .. وإذا ضرب أحدكم) عام في كل مضروب،والله خلق آدم على صورهم
جميعهم،فلا معنى لإفراد الضمير،وكذلك قوله (لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ووجه من
أشبه وجهك ) عام في كل مخاطب،والله قد خلقهم كلهم على صورة آدم)