ومن رواياته عن ابن عمر: ( لا تقبحوا الوجه، فإن الله خلق آدم على صورة
الرحمن)[2]
وقد وقف المنزهة من هذا الحديث مواقف متعددة محاولين أن يردوه إلى معنى
صحيح متناسب مع التنزيه.. ومن ذلك ما ذكره ابن حجر عند ما قال: ( واختلف في الضمير
على من يعود ؟ فالأكثر على أنه يعود على المضروب لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه،ولولا
أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها)[3]
وقد رد السلفية على هذا التأويل بشدة على الرغم أن بعض متقدميهم ـ وهو
ابن خزيمة ـ ذكره، ومن تلك الردود، ما قاله ابن قتيبة في (تأويل مختلف الحديث) – في سرد لأقوال الأئمة
في تأويل هذا الحديث – ومنها ( أن المراد أن الله خلق آدم على صورة الوجه،قال: وهذا لا فائدة
فيه، والناس يعلمون أن الله تبارك وتعالى خلق آدم على خلق ولده، وجهه على وجوههم، وزاد
قوم في الحديث أنه عليه الصلاة والسلام مر برجل يضرب وجه رجل آخر، فقال ( لا تضربه،فإن
الله تعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام على صورته )[4] أي صورة المضروب،وفي
هذا القول من الخلل ما في الأول )[5] .
أما الطبراني فقد اعتبر هذا التأويل تجهما، فقال في كتاب السنة: (حدثنا
عبدالله ب
[1] مسلم ( 2612 ). وأحمد ( 2 / 244 ). وابنه عبدالله في السنة ( 496
) وابن حبان ( 5605 ). و الآجري في الشريعة ( 721 ). و البيهقي في الأسماء والصفات
( 638 ). وفي السنن ( 8 / 327 ).
[2] عبدالله بن أحمد في السنة ( 498 ). وابن أبي عاصم في السنة ( 529
). وابن خزيمة في التوحيد ( 1 / 85 ). و الآجري في الشريعة ( 725 ) و الدارقطني في
الصفات ( 45. 48 ). و البيهقي في الأسماء والصفات ( 640 ).
[4] وقد كذب ابن تيمية هذا
المورد للحديث، فقال في [بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (6/ 424)]:
(وما ذكر بعضهم من أن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) رأى رجلاً يضرب رجلاً ويقول قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فقال
خلق الله آدم على صورته أي على صورة هذا المضروب فهذا شيء لا أصل له ولا يعرف في
شيء من كتب الحديث)