اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 205
الجدار،
لأنه يحطم كل الأسس العقدية التي يدل عليها القرآن والبرهان والعرفان.
لكنهم لا يفعلون ذلك .. فالحديث في البخاري ومسلم.. وفوق ذلك رواه أبو
هريرة.. وهم مستعدون بأن يضحوا بالقرآن وبعقولهم وبكل شيء في سبيل البخاري ومسلم
وأبي هريرة.
والسلفيون بعد ذلك التجسيم وتلك الغرائب المرتبطة به، لا يكتفون بإثبات
الصورة فقط، وإنما يضمون إليها تحديدها بدقة، حيث يرون أن الله خلق الإنسان على
صورته، وبالضبط على صورة آدم.
ولايخلو كتاب من كتبهم العقدية من ذكر هذا، بل قد خصوا ذلك بالتأليف، فقد
ألف الشيخ حمود بن عبدالله بن حمود التويجري كتابا سماه [عقيدة أهل الإيمان في خلق
آدم على صورة الرحمن]، وهو منتشر كثيرا، واعتنى به السلفية المعاصرون، بل قدم له
شيخهم الكبير عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وقال في تقديمه له: (اطلعت على ما كتبه
صاحب الفضيلة الشيخ حمود بن عبدالله التويجري وفقه الله وبارك في أعماله فيما ورد
من الأحاديث في خلق آدم على صورة الرحمن .. فألفيته كتاباً قيماً كثير الفائدة قد
ذكر فيه الأحاديث الصحيحة الواردة في خلق آدم على صورة الرحمن، وفيما يتعلق بمجيء
الرحمن يوم القيامة على صورته، وقد أجاد وأفاد، وأوضح ما هو الحق في هذه المسألة،
وهو أن الضمير في الحديث الصحيح في خلق آدم على صورته يعود إلى الله عز وجل، وهو
موافق لما جاء في حديث ابن عمر أن الله خلق آدم على صورة الرحمن، وقد صححه الإمام
أحمد وإسحاق بن راهويه والآجري وشيخ الإسلام ابن تيمية وآخرون من الأئمة رحمة الله
عليهم جميعاً، وقد بين كثير من الأئمة خطأ الإمام ابن خزيمة رحمه الله في إنكار
عود الضمير إلى الله سبحانه في حديث ابن عمر والصواب ما قاله الأئمة المذكورون وغيرهم
في عود الضمير إلى الله عز وجل بلا كيف ولا تمثيل، بل صورة الله سبحانه تليق به
وتناسبه كسائر
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 205