اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 204
في
القرآن،ونحن نؤمن بالجميع،ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حدٍّ)[1]
وقد استندوا في هذا لحديث طويل، يوردونه عند ذكرهم لرؤية المؤمنين لربهم
يوم القيامة، فمما ورد فيه: أنا ناساً قالوا لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (هل تضارون
في رؤية القمر ليلة البدر؟) قالوا: لا يا رسول الله، قَالَ: فَكَذَلِكَ تَرَوْنَه،
يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه،فيتبع من كان يعبد
الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت،
وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي
يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا يأتينا ربنا، فإذا
جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون:
أنت ربنا، فيتبعونه..)[2]
فهذا الحديث العجيب الذي يجعلونه أصلا في هذه المسألة يحوي الكثير من الغرائب
التجسيمية الخطيرة .. فهم يذكرون أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) شبه رؤيتهم لله برؤيتهم القمر.. أي أنه كما أن القمر له حيز وحدود
وجسم وهو مقابل لهم .. فرؤيتهم لله تكون مثل ذلك.
ومنها أن الله ـ تعالى الله عما رووا ـ له صورة.. بل له صور متعددة.. وأن
له بذلك القدرة على التشكل، والعجيب أنهم أوردوا أن الله نزل عند رغبة عباده
المؤمنين، فاختار لهم الصورة التي تتناسب مع مطالبهم.
بل فوق ذلك كله نرى المؤمنين في هذا الحديث ـ وهم الذين لم يعطوا هذا
اللقب العظيم إلا بعد معرفتهم لله وتسليمهم له ـ لا يعرفون الله عندما يخاطبهم..
بل يظلون ينتظرون إلههم الحقيقي.
وغيرها من الغرائب الكثيرة التي لو أعمل السلفيون عقولهم لرموا الحديث
عرض