اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 190
أحمد عليه في رواية ابن منصور وقد سأله: ( ينزل ربنا، تبارك وتعالى، كل
ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا ) أليس تقول بهذا الحديث؟ قال
أحمد: صحيح، وقال أحمد بن الحسين بن حسان: قيل لأبي عبد الله: ( إن الله، تبارك
وتعالى، ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة )، قال: نعم، قيل له: وفي شعبان كما جاء
الأثر؟ قال: نعم، وقال يوسف بن موسى: قيل لأبي عبد الله: إن الله ينزل إلى السماء
الدنيا كيف شاء من غير وصف؟ قال: نعم) [1]
ومن مواطن النزول هذه الرواية الخطيرة المرفوعة للنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وهي: (إن الله، عز وجل، ينزل
في ثلاث ساعات يبقين من الليل فيفتح الذكر في الساعة الأولى، الذي لم تره عين
فيمحوا الله ما يشاء ويثبت، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن، وهي داره وهي
مسكنه التي لم ترها عين ولم يخطر على قلب بشر، وهي مسكنه لا يسكنها معه من بني آدم
إلا ثلاث: النبيون والصديقون والشهداء، ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء
الدنيا وملائكته، فتنتفض فيقول: قومي بعزتي، ثم يطلع إلى عباده فيقول: هل من
مستغفر فأغفر له؟ ألا من يسألني فأعطيه؟ ألا من داع فأجيبه؟ حتى تكون صلاة الفجر،
ولذلك يقول الله: ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78])[2]
وقد علق عليها أبو يعلى بقوله: (وهذا يسقط التأويل، لأنه قال: ( ينزل في
الساعة الثالثة إلى سماء الدنيا وملائكته )، فأثبت نزول ذاته ونزول ملائكته فإن
قيل: يحتمل قوله: ( ينزل وملائكته ) معناه ينزل بملائكته قيل: هذا غلط لأن حقيقة
الواو للعطف والجمع، ولأنه قال في الخبر: ( ألا من يسألني فأعطيه؟ ألا من داع
فأجيبه؟ ) وهذا القول لا يكون لملك الثالث: أنه إن جاز تأويل هذا على نزول
ملائكته، جاز تأويل قوله: ( ترون ربكم على رؤية ملائكته