اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 189
جبهته
لله ساجدا)[1] فمن
أين يكون في السماء الدنيا متسع لذات الله الذي هو على زعمهم بقدر العرش أو أوسع
منه، فعلى كل تقدير يلزمهم أن يجعلوا، الله متغيرا والتغير على الله محال.
ولم يكتف السلفية بإنزال الله في الثلث الأخير من الليل لإبلاغ عباده
بتلك الرسالة، وإنما جعلوه ينزل في كل حين، فمن المواطن التي ينص فيها السلفية على
نزول الله تعالى نزوله ليلة النصف من شعبان، فقد رووا عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قوله: (ينزل الله، عز وجل،
ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسان في قلبه شحناء أو
مشرك بالله جل اسمه)[2]، وفي رواية: ( إن الله
جل اسمه يطلع ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب
) [3]
ومن المواطن ما رووه أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: ( ما من أيام أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله إلى السماء
الدنيا فيباهي بأهل الأرض)[4]
ومن المواطن ما رووه عن ابن عباس أنه قرأ هذه الآية: ﴿وَيَوْمَ
تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴾
[الفرقان: 25]، ثم قال: (ينزل أهل السماء الدنيا وهم أكثر من أهل الأرض من الجن
والإنس فيقول أهل الأرض: أفيكم ربنا؟ فيقولون لا - وذكر الحديث - ثم يأتي الرب في
الكروبيين وهم أكثر أهل السموات السبع والأرضين ) [5]
وقد علق عليه الشيخ أبو يعلى على هذه الرواية بقوله: (اعلم أن هذا حديث
صحيح يجب الأخذ بظاهره من غير تأويل، ولا يجب أن يستوحش من إطلاق مثل ذلك، وقد نص
[1] رواه الترمذي، رقم (2313) وابن ماجة رقم (4190) وأحمد في المسند
5 / 173، وإسناده حسن، وقد حسنه الترمذي.