وما ذكره ابن باز وغيره من السلفية في هذا الباب يتسلزم تناقضات كثيرة
تقضي على كل مذهبهم التجسيمي، فمن تلك الاستلزامات التي تلزمهم[2]:
أولا ـ أن الليل والنهار وأجزاءهما كالنصف والثلث يختلف باختلاف البلدان، فإن
قالوا: إن الله ينـزل بالنسبة لبلد واحدة كمكة فقط، فمن أين هذا التخصيص ليس عندهم
دليل.. وإن قالوا: إنه بالنسبة لكل الدنيا فليل بلد نهار بلد آخر ونصف الليل في
بلد يكون نصف النهار في بلد آخر، فيلزم على معتقدهم أن يكون الله نازلا وطالعا كل
ساعة من ساعات الليل والنهار، وهذا ينافي قولهم إنه (مختص بالعرش)
ثانيا ـ أنه بناء على قولهم أن العرش أكبر العوالم بحيث أن الكرسي بالنسبة
إليه كحلقة ملقاة في فلاة، وأن السموات بالنسبة إلى الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة من
الأرض، وعلى هذا تكون السماء الدنيا بالنسبة للعرش أقل من خردلة ملقاة في فلاة،
فكيف تسع الله الذي هو في معتقدهم بقدر العرش أو أوسع من العرش، فإن قالوا هو ينزل
إلى السماء الدنيا وهي على حالها وهو على حاله فهذا محال، وإن قالوا: إن الله يصير
أقل من قدر خردلة حتى تسعه السماء الدنيا فهذا أيضا محال، وإن قالوا:إن الكرسي
والسموات تكون بقدر العرش أو أوسع منه، فمن أين الدليل على ذلك من الكتاب والسنة؟
ثالثا ـ أنه بناء على الروايات الكثيرة التي يصححونها فإن السموات السبعة
ممتلئة بالملائكة بحيث أنه لا يوجد فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك قائم أو
راكع أو ساجد، كما قال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (أطت
السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع
[1] مجموع فتاوى ومقالات متنوعة عبد العزيز بن عبد الله بن باز. م/4. ص/420.
[2] انظر مقالا في هذا بعنوان: ابن باز ومعبوده المتحرك الذي يطلع
وينزل، في موقع أهل السنة والجماعة، وانظر: ما ساقه ابـن جماعة على هذا في كتابه
(إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل)
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 188