اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 187
يؤيد هذا الباب وهو بضم الياء من ينـزل وذكر أنه ضبطه عمـن سمعه من
الثقات الضابطين وإذا كان ذلك محفوظا مضبوطا كما قال فوجهه ظاهر)[1]
وفي رواية للنسائي: ( إن لله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم
يأمر مناديا ينادي يقول: هل من داع يستجاب له ؟ هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل
يعطى)[2]
ونظير هذا ما جاء في القرءان من قوله تعالى لنبيه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾
[القيامة: 18]، فإن معناه: (فإذا قرأه جبريل عليك بأمرنا)لأنه من المعلوم أنه ليس
المعنى أن الله يقـرأ القرءان على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كما يقرأ المعلم على التلميذ.
لكن السلفية ـ لحنينهم للتجسيم ـ يأبون هذا التفسير، ويعتبرونه تعطيلا،
وإن كانوا يعملون أمثاله حين يرغبون في ذلك.
وبالرغم من أن ما فهموه من الحديث يقضي على كل ما بنوه من فهمهم لاستواء
الله على عرشه إلا أنهم يصرون على الجمع بين المتناقضات، يقول ابن باز في شرحه للحديث:
(قد تواترت الأحاديث عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بإثبات النزول .. وقد أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات صفة النزول على
الوجه الذي يليق بالله سبحانه لا يشابه خلقه في شيء من صفاته .. والنزول في كل
بلاد بحسبها لأن نزول الله سبحانه لا يشبه نزول خلقه وهو سبحانه يوصف بالنزول في
الثلث الأخير من الليل في جميع أنحاء العالم على الوجه الذي يليق بجلاله سبحانه ..
وأول الثلث وآخره يعرف في كل زمان بحسبه فإذا كان الليل تسع ساعات كان أول وقت
النزول أول الساعة السابعة إلى طلوع الفجر، وإذا كان الليل اثنتي عشرة ساعة كان
أول الثلث الأخير أول الساعة التاسعة إلى طلوع الفجر وهكذا بحسب طول الليل