responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 166

 

وكل هذه المعاني التي اتفق عليها أهل العرفان والبرهان نص عليهم قبلهم أئمة أهل البيت الذين تركوا لنا ثورة ضخمة من الروايات الممتلئة بتنزيه الله وتعظيمه، ومن الروايات المرتبطة بهذا ما روي عن الإمام علي أنه قال: (لا تجري عليه [ تعالى ] الحركة والسكون، وكيف يجرى عليه ما هو أجراه، أو يعود إليه ما هو ابتدأه، إذاً لتفاوتت ذاته، ولتجزّأ كنهه، ولامتنع من الأزل معناه...) [1]

وسئل الإمام الصادق: لم يزل الله متحرّكاً؟ فقال: تعالى الله عن ذلك، إنّ الحركة صفة محدثة بالفعل) [2]

وقال: (إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ولا مكان، ولا حركة ولا انتقال ولا سكون، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون، تعالى الله عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً) [3]

وقال الإمام الكاظم: (كلّ متحرّك محتاج إلى من يحرّكه أو يتحرّك به، فمن ظنّ بالله الظنون هلك)[4]

هذا هو موقف المدرسة التنزيهية من هذه المسألة الخطيرة، وما يترتب عليها، لكن المدرسة التجسيمية التي يمثلها السلفية تخالف هذه الرؤية تماما، لأنها تنطلق في كل هذه المسائل من تغليب التصور على التعقل .. ولهذا تنطلق في هذه المسألة ـ كما تنطلق في غيرها ـ من إثبات الحدود والحيز والمكان .. وكل ذلك يقتضي بعدا حسيا، وحركة حسية.

بل هي تتصور أن نفي الحركة والانتقال عن الله حكم عليه بالإعدام، كما قال ابن القيم: (وقد دل القرآن والسنة والإجماع على أنه سبحانه يجيء يوم القيامة، وينزل لفصل القضاء


[1] التوحيد، الصدوق: باب 2، ح 1، ص 41 .

[2] الكافي، الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب صفات الذات، ح 1، ص 107.

[3] بحار الأنوار، المجلسي: ج 3، كتاب التوحيد، باب 14، ح 33، ص 330.

[4] الكافي، الكليني: باب الحركة والانتقال، ح 1، ص 125.

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست