اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 167
بين
عباده، ويأتي في ظلل من الغمام والملائكة، وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، وينزل
عشية عرفة، وينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة، وينزل إلى أهل الجنة. وهذه أفعال
يفعلها بنفسه في هذه الأمكنة فلا يجوز نفيها عنه بنفي الحركة والنقلة المختصة
بالمخلوقين، فإنها ليست من لوازم أفعاله المختصة به، فما كان من لوازم أفعاله لم
يجز نفيه عنه، وما كان من خصائص الخلق لم يجز إثباته له، وحركة الحي من لوازم
ذاته، ولا فرق بين الحي والميت إلا بالحركة والشعور، فكل حي متحرك بالإرادة وله
شعور فنفي الحركة عنه كنفي الشعور، وذلك يستلزم نفي الحياة) [1]
أو هو على الأقل نفي للكمال عنه.. لأن الكمال في تصورهم هو القدرة على
الحركة والتنقل، كما أشار ابن تيمية إلى ذلك في قوله: (وهكذا يقال لهم فى أنواع الفعل
القائم به كالإتيان والمجيء والنزول وجنس الحركة: إما أن يقبل ذلك وإما أن
لايقبله:فإن لم يقبله كانت الأجسام التى تقبل الحركة و لم تتحرك أكمل منه. وإن قبل
ذلك ولم يفعله كان ما يتحرك أكمل منه فإن الحركة كمال للمتحرك. ومعلوم أن من يمكنه
أن يتحرك بنفسه أكمل ممن لا يمكنه التحرك وما يقبل الحركة أكمل ممن لايقبلها)[2]
وقال في شرح حديث النُّزول: (لفظ (الحركة؛ هل يوصف الله بها أم يجب نفيه
عنه؟ اختلف فيه المسلمون وغيرهم من أهل الملل وغير أهل الملل من أهل الحديث وأهل
الكلام وأهل الفلسفة وغيرهم على ثلاثة أقوال، وهذه الثلاثة موجودة في أصحاب الآئمة
الأربعة من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم) [3]
ثم ذكر معنى الحركة عند المتكلمين والفلاسفة وأصحاب
أرسطو وأنواع الحركة ..