responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 146

الجبارون؟أين المتكبرون؟)[1]

ومنها ما رووه عن أبي الدرداء مرفوعاً إلى النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليَمِين فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر، وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحُمم، فقال للتي في يَمِينه: إلى الجنة ولا أبالي، وقال للتي في يساره: إلى النار ولا أبالي)[2]

ومن أدلتهم العقلية على هذا أن وصف إحدى اليدين باليَمِين ؛ كما في الأحاديث السابقة، يقتضي أنَّ الأخرى ليست يَمِيناً، فتكون شمالاً، وفي بعض الأحاديث تذكر اليَمِين، ويذكر مقابلها: (بيده الأخرى))، وهذا يعني أنَّ الأخرى ليست اليَمِين، فتكون الشِّمال.

يقول أبو سعيد الدارمي: (وأعجب من هذا قول الثلجي الجاهل فيما ادعى تأويل حديث رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يَمِين الرحمن وكلتا يديه يَمِين))، فادعى الثلجي أنَّ النبي a تأول كلتا يديه يَمِين ؛ أنه خرج من تأويل الغلوليين أنها يَمِين الأيدي، وخرج من معنى اليدين إلى النعم ؛ يعني بالغلوليين: أهل السنة ؛ يعني أنه لا يكون لأحد يَمِينان، فلا يوصف أحد بيَمِينين، ولكن يَمِين وشمال بزعمه.. ويلك أيها المعارض! إنما عنى رسول الله a ما قد أطلق على التي في مقابلة اليَمِين الشِّمال، ولكن تأويله: (وكلتا يديه يَمِين)؛ أي: مُنَزَّه على النقص والضعف ؛ كما في أيدينا الشِّمال من النقص وعدم البطش، فقال: (كِلتا يدي الرحمن يَمِين) ؛ إجلالاً لله، وتعظيماً أن يوصف بالشِّمال، وقد وصفت يداه بالشِّمال واليسار، وكذلك لو لم يجز إطلاق الشِّمال واليسار ؛ لما أطلق رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، ولو لم يجز أن يُقال: كلتا يدي الرحمن يَمِين ؛ لم يقله رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وهذا قد جوزه الناس في الخلق ؛ فكيف لا يجوز ابن الثلجي في يدي الله أنهما جميعاً يَمِينان، وقد سُمِّي من الناس ذا الشِّمالين، فجاز نفي دعوى ابن الثلجي أيضاً، ويخرج ذو الشِّمالين


[1] مسلم في صحيحه (2788).

[2] عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة (1059). والبزار في مسنده (2144-كشف). وقال: إسناده حسن..

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست