responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145

الإفراد، لكان مفارقا له، فكيف إذا قال: ﴿خلقت بيدي﴾ بصيغة التثنية)[1]

ويقول الدارمي في (النقض على المريسي): (وروى المعارض أيضا عن ابن عباس: «الركن يمين الله في الأرض، يصافح به خلقه»[2]، فروى عن هذا الثلجي من غير سماع منه أنه قال:يمين الله: نعمته وبركته وكرامته، لا يمين الأيدي. فيقال لهذا الثلجي -الذي يريد أن ينفي عن الله بهذه الضلالات يديه اللتين خلق بهما آدم ويلك أيها الثلجي! إن تفسيره على خلاف ما ذهبت إليه، وقد علمنا يقينا أن الحجر الأسود ليس بيد الله نفسه، وأن يمين الله معه على العرش غير بائن منه، ولكن تأويله عند أهل العلم: كأن الذي يصافح الحجر الأسود ويستلمه كأنما يصافح الله، كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾ [الفتح: 10] فثبت له اليد التي هي اليد عند ذكر المبايعة، إذ سمى اليد مع اليد، واليد معه على العرش، وكقول النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): «إن الصدقة تقع في يد الرحمن قبل يد السائل». فثبت بهذا اليد التي هي اليد، وإن لم يضعها المتصدق في نفس يد الله)[3]

ولم يكتف السلفية بهذا، بل راحوا يختلفون في جواز إطلاق لفظ الشمال على يد الله الثانية.. مع اتفاقهم على أن إحدى يديه شمال، والأخرى يمين..

وقد قال بإثبات الشمال من أئمتهم الكبار المعتمدين: عثمان بن سعيد الدارمي، وأبو يعلى الفراء، ومحمد بن عبد الوهاب، وصديق حسن خان، ومحمد خليل الهرَّاس، وعبدالله الغنيمان، وغيرهم مستدلين لذلك بأحاديث كثيرة منها ما رووه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) قال: (يطوي الله عَزَّ وجَلَّ السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك! أين الجبارون؟أين المتكبرون؟ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول: أين


[1] التدمرية: تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع (ص: 75).

[2] عبد الرزاق (8919)، والأزرقي في أخبار مكة (1/ 323، 324، 326)

[3] النقض على المريسي (ص: 266).

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست