اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 144
وقال ابن تيمية: (إنَّ لله تعالى يدين مختصتان به ذاتيتان له كما يليق
بجلاله)[1]
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان: (هذا ؛ وقد تنوعت النصوص من كتاب
الله تعالى وسنة رسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على إثبات اليدين لله
تعالى وإثبات الأصابع لهما، وإثبات القبض وتثنيتهما، وأنَّ إحداهما يَمِين، وفي
نصوص كثيرة، والأخرى شمال ؛ كما في (صحيح مسلم)، وأنه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، وبالنهار
ليتوب مسيء الليل، وأنه تعالى يتقبل الصدقة من الكسب الطيب بيَمِينه، فيربيها
لصاحبها، وأنَّ المقسطين على منابر من نور عن يَمِين الرحمن، وكلتا يديه يَمِين، وغير
ذلك مما هو ثابت عن الله ورسوله .. وقد أتانا (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
بذكر الأصابع، وبذكر الكف، وذكر اليَمِين، والشِّمال، واليدين مرة مثناة، ومرة
منصوص على واحدة أنه يفعل بها كذا وكذا، وأنَّ الأخرى فيها كذا ؛ كما تقدمت النصوص
بذلك)[2]
ومما يدل على أن مرادهم من اليد هو الجارحة، وليس الصفة كما يزعمون هو
تأويلهم لما ورد في القرآن من ذكر الأيدي بصيغة الجمع، لأنهم يذكرون أن لله يدين
فقط، وليس أكثر من ذلك، لأن صورته ـ كما سنرى ـ مثل صورة الإنسان.
يقول ابن تيمية في تأويل ما ورد من الأيدي بصيغة الجمع: (فالله - سبحانه
وتعالى - يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد، مظهرا أو مضمرا، وتارة بصيغة الجمع، كقوله:
﴿إنا فتحنا لك فتحا مبينا﴾ وأمثال ذلك. ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية
قط، لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه، وربما تدل على معاني أسمائه، وأما
صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور، وهو مقدس عن ذلك، فلو قال: ما منعك أن تسجد
لما خلقت يدي. كان كقوله: ﴿مما عملت أيدينا﴾، وهو نظير قوله: ﴿بيده
الملك﴾ و﴿بيدك الخير﴾، ولو قال:خلقت بيدي. بصيغة