اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 108
وفضل
العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة)[1]
وهم يؤكدون ـ كعادتهم ـ ما يروونه عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بما يروونه عن سلفهم إما من باب التأكيد المجرد، أو لزياد
الفائدة:
ومن باب التأكيد المجرد، ما رووه عن مجاهد من قوله: (ما السموات والأرض
في العرش إلا مثل حلقة في أرض فلاة)[2].
ومن من باب زيادة الفائدة ما رووه عن وهب بن منبه من قوله: (العرش مسيرة
خمسين ألف سنة)[3]
ورووا عن ابن مسعود تحديدا أكثر دقة للمسافة يمكن للفلكيين المعاصرين
الاستفادة منه للوصول إلى محل العرش، فقد رووا عنه قوله: (بين السماء الدنيا والتي
تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي
خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش
لا يخفى عليه شيء من أعمالكم)[4]
وقد فرحت المدرسة السلفية سلفها وخلفها بهذه الرواية، حيث صححها ابن
القيم في (اجتماع الجيوش الإسلامية)[5]، ومثله الذهبي ـ مع
تشدده في التصحيح ـ في (العلو)[6]
أما موقف المعاصرين، فقد قال الشيخ ابن عثيمين: (هذا الحديث موقوف على
ابن
[1] رواه نعيم في الحلية: (1/ 166)، والبيهقي
في الأسماء والصفات: ص 511، قال الألباني في (الصحيحة): رقم 109: (وجملة القول أن
الحديث بهذه الطرق صحيح)
[2] عبد الله بن الإمام أحمد في السنة: ص 71،
الدارمي في الرد على بشر المريسي: ص 74.
[3] أورده الذهبي في العلو: ص 61، وأورده ابن
كثير في البداية: (1/ 11)
[4] رواه ابن خزيمة في التوحيد ( ص 105 )، والبيهقي في الأسماء
والصفات ( ص 401 ).