اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 107
ذلك،
أو يصوره: (إذا كانت السموات السبع في يده كالخردلة في يد أحدنا، والأرضون السبع
في يده الأخرى كذلك فكيف يقدره حق قدره من أنكر أن يكون له يدان فضلاً عن أن يقبض
بهما شيئاً، فلا يد عند المعطلة ولا قبض في الحقيقة وإنما ذلك مجاز لا حقيقة له،
وللجهمية والمعطلة من هذا الذم أوفر نصيب)[1]
هذا مثال عن تصور السلفيين لعظمة الله .. والمثال الثاني، وهم أيضا
يكثرون من ذكره عند حديثهم عن العظمة الحسية الجسمية لله، وهي حديثهم عن عظمة
العرش.. وهو ـ وإن كان قد يكون صحيحا في بعض دلالاته ـ لكن مشكلتهم هو أنهم
يربطونه بالله، لا من زاوية قدرته على الخلق والإبداع، وإنما من زاوية عظمة ذات
الله، أو جسم الله تعالى الله عما يقولون علوا عظيما.
ذلك أنهم يتحدثون عن عظمة العرش، باعتباره محلا للجلوس، وبقدر الجالس
يكون الكرسي، وبقدر الراكب يكون المركب.. ولها نراهم يبالغون في وصف عظمة العرش..
ليبينوا من خلاله عظمة حجم الذي يقعد عليه، ولكنهم لا يعلمون أن تلك الأرقام
التي يوردونها لا تساوي شيئا أمام ما اكتشفه العلم الحديث من عظمة الكون.
وسنورد هنا رواياتهم في ذلك، والحسابات التي ذكروها، واعتمدوها، ثم
نقارنها بما يقوله العلم الذي يبغضونه بشدة [علم الفلك الحديث]
وأول رواية يرفعونها للنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) هي ما رووه عن أبي ذر الغفاري قال: دخلت المسجد الحرام فرأيت رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وحده فجلست إليه، فقلت: يا رسول
الله أيما آية أنزلت عليك أفضل؟ قال: (آية الكرسي، ما السموات السبع في الكرسي إلا
كحلقة ملقاة بأرض فلاة،