اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 106
الكريم..
وراحوا من خلالها يتباهون على خصومهم من المنزهة، بأنهم أكثر تعظيما لله.
فمن الروايات التي أوردوها ما رواه أبو الشيخ في العظمة يرفعه إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (يطوي الله عز وجل السموات
السبع بما فيهن من الخلائق والأرضين بما فيهن من الخلائق يطوي كل ذلك بيمينه فلا
ُيرى من عند الإبهام شيء ولا يرى من عند الخنصر شيء فيكون ذلك كله في كفه بمنزلة
خردلة)[1]
ومنها ما ذكره ابن تيمية في (الرسالة العرشية)، حيث قال: (والحديث مروي
فى الصحيح والمسانيد وغيرها بألفاظ يصدق بعضها بعضا وفى بعض ألفاظه قال: قرأ (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على المنبر: ﴿وَالْأَرْضُ
جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [الزمر: 67]، ثم قال: (مطوية فى
كفه يرمى بها كما يرمى الغلام بالكرة).. وفى لفظ (يأخذ الجبار سمواته وأرضه بيده
فيجعلها فى كفه ثم يقول بهما هكذا كما تقول الصبيان بالكرة: أنا الله الواحد)،
وقال ابن عباس: يقبض الله عليهما، فما ترى طرفاهما بيده)[2]
وقال: (وفي لفظ قال: رأيت رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على المنبر وهو يقول: (يأخذ الجبار سمواته وأرضه، وقبض بيده وجعل
يقبضها ويبسطها ويقول: أنا الرحمن، أنا الملك، أنا القدوس، أنا السلام، أنا
المؤمن، أنا المهيمن، أنا العزيز، أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الذي بدأت الدنيا
ولم تكن شيئا، أنا الذي أعدتها، أين المتكبرون؟ أين الجبارون؟)[3]
والعجب أنهم – بما يروونه من خرافات وأساطير – صاروا يعتقدون أن الأرض تساوي
السماوات في ضخامتها، ولهذا تجدهم يصححون الروايات التي تصور أن الله يضع الأرض في
يد والسموات بما فيها من نجوم وكواكب وغيرها في يد أخرى، لقد قال ابن القيم يشرح