اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 85
ويظهر خلافه، أو يكون منه على شك أو ظن بخلاف أمور الشرع - ثم ذكر حديث
تأبير النخل - ثم قال: وهذا على ما قررناه فيما قاله من قبل نفسه في أمور الدنيا
وظنه من أحوالها لا ما قاله من قبل نفسه واجتهاده في شرع شرعه وسنة سنها.. فمثل
هذا وأشباهه من أمور الدنيا التي لا مدخل فيها لعلم ديانة، ولا اعتقادها ولا
تعليمها، يجوز عليه فيها ما ذكرناه، إذ ليس في هذا كله نقيصة ولا محطة، وإنما هي
أمور اعتيادية يعرفها من جربها وجعلها همه وشغل نفسه بها، والنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) مشحون القلب بمعرفة الربوبية، ملآن
الجوانح بعلوم الشريعة، مقيد البال بمصالح الأمة الدينية والدنيوية)[1]
ومن الأمثلة على تلك الجرأة على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ما كتبه بعضهم حول النصوص الكثيرة التي يحث فيها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على استعمال السواك، فقد قال
بعد إيراده لها، واعترافه بصحتها: (إن ظاهر الحديث هو الأمر بالسواك، أما مقصد
الحديث فهو نظافة الفم، ولما كان السواك هو الوسيلة المستخدمة في نظافة الفم
والأسنان في ذلك الزمان فإن الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أمر باستخدامه، ولكن السؤال المطروح الآن هو: إذا ما توفرت وسيلة عصرية
لنظافة الفم والأسنان أفضل من السواك أليس من الأفضل الاستغناء بهذه الوسيلة عن
السواك؟. ولقد حاول كثير من أدعياء الطب النبوي إثبات أن السواك أفضل من معاجين
الأسنان والفرشاة، ولكن دون جدوى حيث انصرف أغلب الناس إلى المعجون والفرشاة، ولما
يئس أدعياء الطب النبوي من إقناع الناس بالأخذ بظاهر الحديث استحدثوا معاجين أسنان
من خلاصة السواك. وحتى هذه المعاجين لم يكتب لها النجاح أيضًا، وبقيت الفرشاة
والمعاجين التقليدية أكثر فاعلية وأكثر انتشارًا في نظافة الفم والأسنان، بالإضافة
إلى أن الفرشاة سهلة التنظيف والحفظ، كما أن المعاجين المطروحة للاستخدام تُصنع
بطريقة علمية وصحية سليمة، وتضاف إليها مواد لمقاومة التسوس ونخر الأسنان. ولقد
ثبت أن الاعتماد على