اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 84
تدبيرا زراعيا أو تجاريا أو صناعيا يؤدي إلى هدف معين، فإذا هو لا يؤدي
إليه، أو يؤدي إلى عكسه، أو أن تدبيرا عسكريا أو إداريا سينتج مصلحة معينة، أو
يدفع ضررا معينا، فإذا هو لا يفعل، فإن ذلك الاعتقاد لا دخل له بالنبوة، بل هو
يعتقده من حيث هو إنسان، له تجاربه الشخصية، وتأثراته بما سبق من الحوادث، وما سمع
أو رأى من غيره؛ مما أدى إلى نتائج معينة. فكل ذلك يؤدي إلى أن يعتقد كما يعتقد
غيره من البشر، ثم قد ينكشف الغطاء فإذا الأمر على خلاف ما ظن أو اعتقد)[1]
وليت الأمر اقتصر على هؤلاء المعاصرين، بل تعداه إلى بعض السابقين الذين
خيل لهم أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قد يقول ما لا حقيقة واقعية له.
ومن أمثلة هؤلاء ابن خلدون الذي تجرأ فقال: (الطب المنقول في الشرعيات من
هذا القبيل، وليس من الوحي في شيء، وإنما هو أمر كان عادياً للعرب، ووقع في ذكر
أحوال النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من نوع ذكر أحواله التي
هي عادة وجبلة، لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل، فإنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إنما بعث ليعلمنا الشرائع، ولم
يُبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات. وقد وقع له في شأن تلقيح النخل ما وقع،
فقال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم...)؛ فلا ينبغي أن يُحمل شيء من الطب الذي وقع في
الأحاديث المنقولة على أنه مشروع، فليس هناك ما يدل عليه، اللهم إذا استعمل على
جهة التبرك وصدق القصد الإيماني، فيكون له أثر عظيم النفع، وليس ذلك في الطب المزاجي)[2]
ومثله قال القاضي عياض: (أما أحواله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في أمور الدنيا؛ فنحن نسبرها على أسلوبها المتقدم بالعقد والقول والفعل؛
أما العقد منها، فقد يعتقد في أمور الدنيا الشيء على وجه
[1]
انظر ملفا بعنوان [الطب
النبوي .. رؤى نقدية أحاديث “الطب
النبوي”.. هل يُحتج بها] على إسلام أن لاين وغيره من
المواقع.