اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83
شيء ؟ ورسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فأومأ بإصبعه إلى فيه فقال: (اكتب
فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق)[1]
ثم بعد هذا: هل يمكن لأي عاقل أن يتلاعب بأرزاق الذين يثقون فيه من أجل أن
يقول لهم: (أنتم أعلم بأمور دنياكم) مع أنه كان يمكن أن يقولها لهم من غير أن
يكلفهم شيئا؟
ولم تقف هذه الرواية عند المحدثين، بل انتقلت إلى كثير من الباحثين الذين
صارت لهم جرأة بسببها على جميع أقوال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. حتى صار أي صعلوك يقرأ حرفا من العلم يذهب إلى كتب الحديث، ثم
يقرر بكل بساطة أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أخطأ في وصفه لتلك الوصفة، أو في ذكره لتلك القضية.
وكمثال على ذلك الموقف من الأحاديث التي وردت في بعض المسائل الطبية، وهو
موقف كان يمكن قبوله لو بني على التشكيك في صحة الحديث من حيث الثبوت.. لكن
المشكلة أن هؤلاء المشككين لم يتجرؤوا على ذلك مخافة أن يرميهم الناس بالبدعة..
فراحوا يشككون في صحة ما ذكره رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نفسه.. وكأن وثاقة المحدثين والرواة عندهم أعظم من وثاقة رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).
ومن الأمثلة على ذلك هذا النص الذي كتبه بعض المعاصرين، وتلقاه الكثير من
أبناء السنة المذهبية بترحيب كبير، يقول فيه: (لا يجب أن يكون اعتقاده (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في أمور الدنيا مطابقا للواقع، بل
قد يقع الخطأ في ذلك الاعتقاد قليلا أو كثيرا، بل قد يصيب غيره حيث يخطئ هو (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. وليس في ذلك حطّ من منصبه
العظيم الذي أكرمه الله به؛ لأن منصب النبوة مُنصب على العلم بالأمور الدينية: من
الاعتقاد في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ومن الأمور الشرعية. أما إن
اعتقد دواء معينا يشفي من مرض معين، فإذا هو لا يشفي منه، أو أن