responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 8

 

ومثل ذلك ما أخبر به القرآن الكريم عن المواقف المختلفة من عدد الملائكة الموكلين بجهنم، والذي وجد قبولا وطمأنينة من المؤمنين، ووجد شكا وريبة من الكافرين ومن أصحاب القلوب المريضة، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: 31]

والقرآن الكريم يرسم لنا صورا كثيرة عن معاناة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) مع هذه الأنواع من القلوب، ومن ذلك مواقفهم في صد الهجومات التي كان يتعرض لها المسلمون كل حين من طرف أعدائهم، قال تعالى: ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ [المائدة: 52]

قد يكون ما ذكرناه هنا من المتفق عليه بين المسلمين جميعا، لكن المشكلة هي تصورنا أن هذا الصنف من الناس قد زال بمجرد وفاة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم).. فبعد وفاته مباشرة ـ كما ينص أصحاب السنة المذهبية ـ تحول الناس بجميع أصنافهم إلى مؤمنين طيبين ممتلئين بالعدالة.. ولذلك يمكننا أن نأخذ الدين والقرآن والهدي الإلهي من أي كان من دون أن نعرضه على الحقائق السامية الناصعة التي جاء الدين للدعوة إليها عملا واعتقادا.

ومن هذه الثغرة الأمنية الخطيرة تسلل أصحاب القلوب المريضة ليشوهوا المعاني السامية للدين، فيحولوا سماحته عنفا، وسلامه حربا، وصفاءه كدورة، وسعيه لتحقيق كل القيم النبيلة إلى سعي لحربها والتنفير منها، وقد أعانهم على ذلك انقطاع الوحي الذي كان يكشف خططهم، ويحذر من مؤامراتهم.

اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست