responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 7

 

مقدمة

من أخطر أنواع القلوب التي حدثنا القرآن الكريم عنها (القلب المريض)، وهو قلب يستقبل الحقائق كسائر القلوب، لكنه لا يستقبلها كما هي في الواقع، بل يمزجها بأهوائه وأمراضه ونفسه، فلذلك يعبر عنها إذا ما أتيح له ذلك بلغة مريضة سقيمة ممتلئة بالكدورة.

وقد ذكر القرآن الكريم وجود هذا الصنف من القلوب في عهد رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وبين مواقفهم المختلفة من الحقائق والمعجزات الباهرات التي كانوا يرونها رأي العين.. لكنهم لسقمهم لا يبصرونها، لأن عيونهم الممتلئة بالعمش، وأنوفهم المزكومة تحول بينهم وبين إدراك الحقائق كما هي، كما قال المتنبي:

ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ يَجدْ مُرّاً بهِ المَاءَ الزُّلالا

ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره القرآن الكريم من موقف أصحاب هذه القلوب من تنزل السور القرآنية الممتلئة بالمعاني السامية، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)﴾ [التوبة: 124، 125]

فالسورة المنزلة واحدة.. ولكنها تختلف في استقبالها بحسب جهاز الاستقبال، فأما المؤمنون الطاهرون أصحاب القلوب السامية النقية فتزيدهم تلك السورة إيمانا، وتعرج بهم في آفاق الروح، ليصحبوا الملأ الأعلى.. بينما تنزل بأصحاب القلوب المريضة إلى الدركات السفلى، وتزيدهم رجسا إلى رجسهم.

وهي في ذلك مثل المطر النازل من السماء، فإنه إذا نزل على الزهور الطيبة زادها طيبا، وملأ الأجواء من حولها بعبقها الجميل، لكنه إذا ما نزل على المستنقعات ملأ الأجواء من حولها برائحتها الكريهة.

اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست