responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77

رسول الله .. والعلم

من أهم خصائص النبوة التي وردت بها الأدلة العقلية والنقلية خاصية [العلم الشامل]، أو [العلم الراسخ]، وهي خاصية حاولت السنة المذهبية بطرق مختلفة أن تتجاهلها.. بل حاولت في أحيان كثيرة أن تلغيها.. بل صورت القائلين بها بصورة الضالين والمشركين والمغالين.

وهي تتجاهل بذلك كل ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة من تعليم الله لنبيه (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) من عجائب العلوم وغرائبها مما لا يطيقه عقل الإنسان.

وأول ما يشير إلى هذه الناحية المهمة في الرسول (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ [البقرة: 31 - 33]

فهذه الآيات الكريمة تشير إلى العلوم التي تقتضيها الخلافة عن الله، وهي علوم كثيرة جدا إلى الدرجة التي سماها الله تعالى [الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا]، بل إلى الدرجة التي عجزت الملائكة عليهم السلام أن يعرفوها.. وهم من هم.. فإذا كان هذا عظمة العلم الذي لقن لآدم عليه السلام، فكيف بالعلم الذي لقن لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)؟

ويشير إلى هذا أيضا قوله تعالى: ﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ [النمل: 40] فإذا كان هذا علم صاحب من أصحاب سليمان عليه السلام، وهو علم مرتبط ببعض الكتاب، فكيف بعلم رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وهو علم بكل الكتاب؟

ويشير إلى هذا العلم الذي أوتيه رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) من لدن الله تعالى ـ أيضا ـ قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾

اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست