responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75

 

الجماع إنما تنشأ عن كثرة الأكل، إذ الرحم يجذب قوة الرجل، ولا يجبر ذلك النقص إلا كثرة الغذاء، فكثرة الجماع لا تجتمع مع قلة الغذاء عقلا ولا طبا ولا عرفا، إلا أن يقع على وجه خرق العادة، فكان من قبيل الجمع بين الضدين، وذلك من أعظم المعجزات فتدبر)[1]

وحتى يؤكد أصحاب السنة المذهبية أمثال هذه التشويهات التي استنبطوا منها أصلا، وهو أن من خصائص النبي قوته الشهوانية، فقد رووا عن سليمان عليه السلام ما ينقضي دونه العجب.. ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) قال: (قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة، تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله. فلم يقل، ولم تحمل شيئا إلا واحدا ساقطا أحد شقيه. فقال النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): لو قالها لجاهدوا في سبيل الله)[2]

ومع أن الحديث مضطرب اضطرابا شديدا، وقد اختلفت الروايات في عدد النساء، لكن ما أسهل أن يلتمس الحل لذلك، فقد قال ابن حجر في الجمع بين الروايات: (فمحصل الروايات: ستون، وسبعون، وتسعون، وتسع وتسعون، ومائة. والجمع بينها أن الستين كن حرائر، وما زاد عليهن كن سراري أو بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون والمائة فكن دون المائة وفوق التسعين، فمن قال تسعون ألغى الكسر، ومن قال مائة جبره- أي أكمل الكسر- .. وقد حكى وهب بن منبه في المبتدأ أنه كان لسليمان ألف امرأة ثلاثمائة مهيرة، وسبعمائة سرية)[3]

بعد هذه التبريرات اللامنطقية راح المحدثون يستنطون معاني القوة في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الذين هم خلاصة البشر وصفوتهم، فقد قال النووي تعليقا على هذا


[1] فيض القدير، المناوي، 1/ 130.

[2] رواه البخاري ومسلم.

[3] فتح الباري لابن حجر (6/ 460)

اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست