اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 74
أما مخالفتها للنقل، فأدلته أكثر من أن تحصر.. ويكفي فيها تلك النصوص
التي حذر فيها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) عن حكاية الحياة الشخصية الخاصة بين الرجل وزوجته.. فكيف
يتجرأ شخص على حكاية الحياة الشخصية لنبي كريم؟ وما عهدنا ذلك إلا في حكايات
الفضائح التي يقوم بها الساسة بعضهم مع بعض.
لكن مع كل ذلك نجد اهتماما كبيرا من لدن من يسمون أنفسهم أوصياء على
السنة بهذه الأحاديث..
يقول ابن حجر بعد إيراده لبعض تلك الأحاديث: (وفي هذا الحديث من
الفوائد... ما أعطي النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من القوة على الجماع، وهو دليل على كمال البنية وصحة
الذكورية)[1]
بل قام ابن حجر بحساب قوة النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بطريقة بديعة، فقال تعليقا على ما
رواه زيد بن أرقم: (إن الرجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب
والشهوة والجماع...)[2]: (فعلى هذا يكون حساب قوة نبينا
أربعة آلاف)[3]
وقال الصنعاني: (وفي الحديث دلالة على أنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كان أكمل الرجال في الرجولية؛ حيث
كان له هذه القوة)[4]
ومثلهما المناوي الذي راح يستنبط المعجزات من تلك الأحاديث، فقال: (فإن
قلت: هل للتمدح بكثرة الجماع للنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من فائدة دينية أو عقلية لا يشاركه فيها غير الأنبياء من
البرية؟ قلت: نعم - بل هي معجزة من معجزاته السنية، إذ قد تواتر تواترا معنويا،
أنه كان قليل الأكل، وكان إذا تعشى لم يتغد، وعكسه، وربما طوى أياما، والعقل يقضي
بأن كثرة