اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 48
أن هذا غير مشروع ولا مأمور به، لقوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة
مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)[1]
ومنها قوله في (مجموع الفتاوى): (السفر إلى زيارة قبور الأنبياء
والصالحين بدعة لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أمر بها رسول الله، ولا
استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين فمن اعتقد ذلك عبادة وفعلها فهو مخالف للسنة
ولإجماع الأئمة)[2]
ومنها قوله في تبديع أشواق المسلمين لزيارة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) عند الهم بالحج: (حتى
أن أحدهم إذا أراد الحج لم يكن أكثر همه الفرض الذي فرضه الله عليه وهو حج بيت
الله الحرام، وهو شعار الحنيفية ملة إبراهيم إمام أهل دين الله بل يقصد المدينة.
ولا يقصد ما رغب فيه النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من الصلاة في مسجده .. بل يقصد من زيارة قبره أو قبر غيره
ما لم يأمر الله به ورسوله ولا فعله أصحابه ولا استحسنه أئمة الدين. وربما كان
مقصوده بالحج من زيارة قبره أكثر من مقصوده بالحج وربما سوى بين القصدين وكل هذا
ضلال عن الدين باتفاق المسلمين بل نفس السفر لزيارة قبر من القبور - قبر نبي أو
غيره - منهي عنه عند جمهور العلماء حتى أنهم لا يجوزون قصد الصلاة فيه بناء على
أنه سفر معصية.. وكل حديث يروى في زيارة القبر فهو ضعيف بل موضوع)[3]
وقد حصل بسبب فتاواه في ذلك فتنة عظيمة في الأمة لا نزال نعيشها آثارها
إلى الآن، قال
الحافظ ابن حجر يشير إلى ذلك: (والحاصل أنهم ألزموا ابن تيمية بتحريم شدِّ الرحل
إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. وهي من أبشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية)[4]