اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 49
وقال الحافظ أبو زرعة العراقي في بعض أجوبته المسماة ( الأجوبة المرضية
عن الأسئلة المكية) عند الكلام على المسائل التي انفرد ابن تيمية بها: (وما أبشع
مسألتي ابن تيمية في الطلاق والزيارة، وقد رد عليه فيهما معاً الشيخ تقي الدين
السبكي، وأفرد ذلك بالتصنيف فأجاد وأحسن)[1]
وقال في (طرح التثريب): (وللشيخ تقي الدين ابن تيمية هنا كلام بشع عجيب
يتضمن منع شد الرحل للزيارة، وأنه ليس من القرب، بل بضد ذلك، ورد عليه الشيخ تقي
الدين السبكي في شفاء السِّقام فشفى صدور قوم مؤمنين)[2]
وذكر الحافظ العلائي المسائل التي انفرد بها ابن تيمية، ومنها هذه
المسألة، فقال: (ومنها أنَّ إنشاء السفر لزيارة نبينا (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) معصية لا تقصر فيها الصلاة، وبالغ
في ذلك ولم يقل به أحد من المسلمين قبله)
هذا نموذج من النماذج وإلا فإن ابن تيمية ومدرسته وأعلام السنة المذهبية
لم يتركوا حبلا يربط الأمة بنبيها إلا قطعوه، وليتهم اكتفوا بقطعه، بل راحوا
يتهمون الذين يمدون أيديهم كل حين لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بالبدعة والضلالة والشرك، وغيرها من التهم الجاهزة.
قطع صلة الأمة
بأهل بيت نبيها (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
من الحبال الممدودة من رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لأمته من بعده، والتي تواترت النصوص بالدلالة عليها حبل أهل بيته
عليهم السلام، والذين وردت الوصية بهم بأساليب مختلفة.
لعل أبلغها ما ورد في القرآن الكريم عند حديثه عن الأنبياء عليهم الصلاة
والسلام.. فالله تعالى يعطي أهمية خاصة لذرية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام،
ويبين أن لهم مكانة