اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46
قوله a:
(مَن زار قبري وجبت له شفاعتي)، و(من زار البيت ولم يزرني فقد جفاني)، وهل زيارة
النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على وجه الاستحباب أو
لا؟
فأجاب: (أمّا قوله: (مَن زار قبري وجبت له شفاعتي) فهذا الحديث رواه
الدارقطني ـ فيما قيل ـ بإسناد ضعيف، ولهذا ذكره غير واحد من الموضوعات، ولم يروه
أحد من أهل الكتب المعتمد عليها من كتب الصحاح والسنن والمسانيد، وأمّا الحديث
الآخر قوله: (مَن حج البيت ولم يزرني فقد جفاني)، فهذا لم يروه أحد من أهل العلم
بالحديث، بل هو موضوع على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ومعناه مخالف للإجماع، فإنّ جفاء الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من الكبائر.. وأمّا زيارته
فليست واجبة باتّفاق المسلمين، بل ليس فيها أمر في الكتاب ولا في السنّة، وإنّما
الأمر الموجود في الكتاب والسنّة بالصلاة عليه والتسليم. وأكثر ما اعتمده العلماء
في الزيارة قوله في الحديث الذي رواه أبو داود: (ما من مسلم يسلّم عليّ، إلاّ ردّ
الله عليّ روحي حتى أردّ عليه السلام)[1]
بل إن الأمر وصل به إلى هذا الجفاء الذي عبر عنه بقوله: ( أن إتيان مسجد
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وقصد ذلك والسفر لذلك
أولى من إتيان قبره لو كانت الحجرة مفتوحة والسفر إليه بإجماع المسلمين. فإن
الصحابة كانوا يأتون مسجده في اليوم والليلة خمس مرات والحجرة إلى جانب المسجد لم
يدخلها أحد منهم لأنهم قد علموا أنه نهاهم أن يتخذوا القبور مساجد وأن يتخذوا قبره
عيدا أو وثنا.. وكذلك قد علموا أن صلاتهم وسلامهم عليه في المسجد أولى من عند
قبره. وكل من يسافر للزيارة فسفره إنما يكون إلى المسجد سواء قصد ذلك أو لم يقصده
والسفر إلى المسجد مستحب بالنص والإجماع)[2]
وقال: (لو كان قبر نبينا يزار كما تزار القبور لكان أهل مدينته أحق الناس
بذلك كما أن