اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 45
وهو أحن على أمته من آبائهم، وأمهاتهم، وقد قال تعالى:﴿
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ
أُمَّهَاتُهُمْ﴾ (الأحزاب: 6)
هذا أولا .. وبالإضافة إليه فإن الشرك الحقيقي هو اعتقاد التأثير لرسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
في حال حياته، وعدم التأثير بعد موته.. لأن المؤمن يدرك أن الله هو الفاعل والمؤثر
مطلقا .. وأن دور رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) هو الوساطة.. أي أنه وسيلة للفضل الإلهي.. ولذلك فإن هذه اللفظة
وحدها [الوسيلة] تدل كل عاقل على التوحيد الحقيقي الذي تدل عليه السنة النبوية..
لا التوحيد الذي يدعو إليه أصحاب السنة المذهبية.
الحكم ببدعية
جميع مظاهر الارتباط الشعوري برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):
مع أن النصوص الكثيرة تدل على أن العلاقة برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لا تقتصر فقط على الجانب
التشريعي، بل تتعداه إلى تلك المشاعر العاطفية العميقة، والتي قد تفرز من السلوكات
ما لا يمكن الحكم عليه بالضلالة أو البدعة باعتباره إفرازا طبيعيا لتلك المحبة
والأشواق العظيمة إلا أننا نجد أصحاب السنة المذهبية يغضون الطرف عن كل تلك النصوص،
ويهملونها، ولا يهتمون بها، بل يعتبرون السنة في الجفاء لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، والبدعة في كل السلوكات التي
ترشح عن المحبة، وتنبع من الشوق.
ولهذا نجد علما كبيرا من أعلام السنة المذهبية، كابن تيمية، يقف مواقف
سلبية من زيارة قبر رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. بل يحاول بكل ما أوتي من أسلحة التبديع والتضليل أن يحول من
زيارته (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) والتي
تحن لها القلوب، إلى معصية من المعاصي، بل بدعة من البدع، مع أن ذلك مما تعارفت
عليه الأمة الإسلامية سلفها وخلفها، بل ما تعارفت عليه الأمم من قبلها حتى لا
تنقطع صلتها بمن ترجع إليهم في شؤون دينها ودنياها، وحتى لا تزول آثارهم التي تدل
عليهم.
وقد ذكر ابن تيمية هذه المسألة في مواضع كثيرة من كتبه، ومنها فتواه لمن
سأله عن
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 45