اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 42
أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس
فيما سواه من الأبواب)
ولست أدري كيف يعتبرون الاستغاثة برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يوم القيامة، واللجوء إليه إيمانا وتسليما، في نفس الوقت الذي
يعتبرون اللجوء إليه في الدنيا شركا وكفرا.
وهل أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) له وجود يوم القيامة، وليس له وجود الآن؟
أو أن مكانته عند الله، والتي تؤهله للشفاعة، مؤجلة إلى يوم القيامة، أما
في هذه الدنيا، فلا مكانة له؟
والأخطر من ذلك كله هو كيفية استحالة القضية الواحدة إلى إيمان من جهة،
وإلى شرك من جهة أخرى.. وهذا من أعجب العجب الذي يقع فيه أصحاب السنة المذهبية.
إذ أنهم يعتبرون لجوء الخلق إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ومد أيديهم إليه في الآخرة إيمانا وتسليما، في نفس الوقت الذي
يعتبرون مد أيديهم إليه في الدنيا شركا.. مع أنه لو كان ذلك شركا، لكان في الآخرة
أكبر لأن الخلق في ذلك الموقف عاينوا أهوال القيامة، وانكشفت الحقائق أمامهم رأي
العين.
بالإضافة إلى هذا، فقد ورد في الأحاديث الكثيرة ما يدل على لجوء الصحابة
إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
ليس لأجل أمر دينهم فقط، بل لأمور دنياهم أيضا، فكان رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يجيب دعواتهم.. بل يحضهم على
التوسل به لتحقيقها.
بل ورد في القرآن الكريم الأوامر الإلهية تدعو إلى استثمار هذه الناحية
من رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
والاستفادة منها، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا
اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 64]
وبناء على هذا كان التوسل برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نوعا من الحضور معه، والشعور بمعيته، وله تأثير كبير في ربط القلب
بمحبته، وهو السبيل الصحيح لسلوك سنته.
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 42