responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36

 

رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) : (حدثني أبي قال:حدثني شيخي أبو القاسم المريد قال: (كان من جملة أصحابي الذين أخذوا عني رجل يقال له أبو عبد الله بن الخطيب بلغ بكثرة الصلاة على النبي(صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) درجة القرب منه واتصال مواصلته، حتى أن الفقيهين المحدثين كانا إذا اختلفا في الحديث من أحاديث النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، فقال أحدهما: هو صحيح، وقال الآخر : هو ضعيف، أتيا ( إلى أبي ) عبد الله بن الخطيب، فيرغبان منه أن يسأل النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) عن الحديث المختلف فيه، ثم إنه إذا نام رأى النبي، فيسأله عن ذلك الحديث، فيقول له: إما نعم أنا قلته، وإما لم أقله .. فيعرفهما بذلك، فيفيدهما ذلك قوة ظن لما علم من صدق أبي عبد الله بن الخطيب، واشتهر من حاله في العدالة.. وهذا وإن لم يفد قطعا، فلا يقصر عن تغليب الظن، وكان بحيث لا يتصرف في أمر إلا عن إذن النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم))[1]

بل ذكر ـ فوق ذلك ـ ما كنا قد أشرنا إليه من أن هذا النوع من العلاقة برسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أعظم من أن ينحصر في صحابته، فقال: (وحدثني أبي عن شيخه أبي القاسم عن شيخه أبي عمران أنه قال في حكاية طويلة: (أيظن أصحاب محمد (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أنهم اختصوا به من دوننا؟ والله لأزاحمنهم فيه حتى يعلموا أنهم قد خلفوا بعدهم رجالا)

ثم علق على ذلك بقوله: (وهذا إشارة لتمكن وصلته به، بكثرة ذكره، والعكوف على حبه)

وما ذكره الساحلي عن أبي عمران هو نفس ما ذكره الغزالي في الإحياء منسوبا إلى أبي مسلم الخولاني حيث يقول: (وكان أبو مسلم الخولاني قد علق سوطا في مسجد بيته يخوف به نفسه، وكان يقول لنفسه: (قومي، فوالله لأزحفن بك زحفا، حتى يكون الكلل منك لا مني)، فإذا دخلت الفترة تناول سوطه وضرب به ساقه. ويقول: أنت أولى بالضرب من دابتي، وكان يقول: أيظن أصحاب محمد (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أن يستأثروا به دوننا، كلا، والله لنزاحمنهم عليه


[1] بغية السالك للساحلي: 1/249.

اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست