responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 35

 

العصر ممن لا قدم لهم في العلم بالغوا في إنكار ذلك والتعجب منه، وادعوا أنه مستحيل، فألفت هذه الكراسة في ذلك وسميتها (تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك)

وقد ساق النفراوي المالكي أسماء من قال بهذا من العلماء، وأدلتهم عليها، فقال: ( يجوز رؤيته (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) في اليقظة والمنام باتفاق الحفاظ، وإنما اختلفوا هل يرى الرائي ذاته الشريفة حقيقة أو يرى مثالا يحكيها، فذهب إلى الأول جماعة وذهب إلى الثاني: الغزالي، والقرافي، واليافعي، وآخرون، واحتج الأولون بأنه سراج الهداية، ونور الهدى، وشمس المعارف كما يرى النور والسراج والشمس من بعد، والمرئي جرم الشمس بأعراضه فكذلك البدن الشريف، فلا تفارق ذاته القبر الشريف، بل يخرق الله الحجب للرائي ويزيل الموانع حتى يراه كل راء ولو من المشرق والمغرب، أو تجعل الحجب شفافة لا تحجب ما وراءها، والذي جزم به القرافي أن رؤياه منامًا إدراك بجزء لم تحله آفة النوم من القلب فهو بعين البصيرة لا بعين البصر بدليل أنه قد يراه الأعمى. وقد حكى ابن أبي جمرة وجماعة أنهم رأوا النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) يقظة. وروي: (من رآني مناما فسيراني يقظة)، ومنكر ذلك محروم؛ لأنه إن كان ممن يكذب بكرامات الأولياء، فالبحث معه ساقط لتكذيبه ما أثبتته السنة أشار إلى جميع ذلك شيخ مشايخنا اللقاني في شرح جوهرة التوحيد)[1]

وقال الساحلي في (بغية السالك) بعدما ذكر طبقات الناس في انطباع صورته الشريفة (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) في نفوسهم: (ووراء هذا ما هو أعلى درجة منه، وهو أن يراه بعين رأسه عيانا في عالم الحس ولا تنكر هذا، فقد يكرم الله من يشاء من عباده بإقامة صورته الكريمة له حتى يشاهدها، وهذا من جائز الكرامات التي يتحف الله بها أولياءه)[2]

وقال مبينا دور الصلاة على رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) في حصول ذلك التواصل المقدس مع


[1] الفواكه الدواني.

[2] بغية السالك للساحلي: 1/248.

اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست