اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 34
، وذلك ينتج من كثرة المحبة والتفكير في شخصه الشريف (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فالإنسان قد تتعدد صورته
بتعدد الأسطح العاكسة كالمرايا وغيرها)[1]
بل إن السيوطي يذهب إلى أبعد من ذلك، فيقول ـ بعد إيراده للنصوص الواردة
في هذا المجال ـ: (فحصل من مجموع هذه النقول والأحاديث أن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) حي بجسده وروحه، وأنه يتصرف ويسير
حيث شاء في أقطار الأرض وفي الملكوت، وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته لم
يتبدل منه شيء، وأنه مغيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة مع كونهم أحياء بأجسادهم، فإذا
أراد الله رفع الحجاب عمن أراد كرامته رآه على هيئته التي هو عليها لا مانع من ذلك
ولا داعي إلى التخصيص برؤية المثال)[2]
ومن الأحاديث التي يمكن الاستدلال بها على هذا قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (من رآني في المنام فسيراني
في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي)[3]
فقوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (فسيراني في اليقظة) تدل على إمكان رؤيته في حياته، وتخصيص
اليقظة بيوم القيامة بعيد، لأمرين:
الأول: أن أمته (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ستراه يوم القيامة من رآه في المنام ومن لم يره.
الثاني: أن الحديث لم يقيد اليقظة بيوم
القيامة، وهذا التخصيص بغير مخصص تحكم ومعاندة.
بناء على هذا، فقد اهتم الصوفية بهذه المسألة، وألفوا في تقريرها
والبرهنة عليها كتبا منها كتاب السيوطي المعنون بـ (تنوير الحلك في إمكان رؤية
النبي والملك)، والذي قال في مقدمته: (فقد كثر السؤال عن رؤية أرباب الأحوال للنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في اليقظة، وأن طائفة من أهل
[1] انظر كتابه: البيان
القويم لتصحيح بعض المفاهيم، دار السندس للتراث الإسلامي.