اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 33
لأن أي شخص قد يحتج على الله، فيقول له: يا رب لو أنك جعلتني في الزمن
الذي كان فيه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لرأيت ما أصنع.
ولكن عندما يقرن الأمر بالطاعة والمحبة والولاء حينها لا يبقى عذر لأحد..
لأن كل أحد يمكنه أن يحقق هذه المعاني من غير حاجة لزمان ولا لمكان.
وقد حصل هذا بالفعل.. وقد حظي الصوفية عموما[1]
بهذا الشرف من دون كثير من الناس، وبذلك يكونون أقرب الناس إلى التمثل بالسنة
النبوية في هذا المجال.
ولهذا نراهم يستعملون كل الوسائل للتواصل الروحي مع رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، بل يرون الرجوع إليه a في كل محل، وقد نقل
النبهاني عن كتاب (العهود
المحمدية) للشعراني قوله نصيحة لمن رغب في المجاورة في أحد الحرمين: (فإن كان من
أهل الصفاء فليشاوره a في كل مسألة فيها رأي أو قياس ويفعل
ما أشار به a بشرط أن يسمع لفظه a صريحا يقظة)[2]
ولهذا نراهم يعظمون رؤية رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقظة أو مناما، ويلتمسون كل الوسائل لتحصيلها، ومن أهمها كثرة
الصلاة والسلام عليه، والتي تؤدي بالقلب إلى الاشتغال به اشتغالا كليا يطغى على
الروح والجسد، وحينها تحصل الرؤية بكل اللطائف..
وقد بين الشيخ علي جمعة حقيقة الرؤية، وعدم استحالتها عقلا ونقلا، فقال:
(ورؤيته (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لا تعدو إلا أن تكون انكشافًا للولي
عن حاله الذي هو في قبره (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقظة، وهذا لا ينكره العقل، ويؤيده النقل .. وقد تكون الرؤية رؤية صورة
النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الحقيقية بمعنى أن النبي
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في مكانه في روضته
الشريف، والرائي رأى صورته الشريفة، وتسمى صورة من عالم المثال
[1] لا أقصد كل الصوفية، لأن
منهم من بالغ في التأثر بمنتجات السنة المذهبية حرصا على ألا يصنف خارجها.