responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 32

 

مثل أهله وماله)[1]

بل ذكر (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) المنهج الذي يمكن أن يصل به المؤمن إلى تلك المكانة الرفيعة من رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، فقال: (إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي صلاة في الدنيا، من صلى علي مائة مرة في يوم الجمعة وليلة الجمعة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا، ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله في قبري كما يدخل عليكم الهدايا يخبرني من صلى علي باسمه ونسبه إلى عشيرته فأثبته عندي في صحيفة بيضاء)[2]

فهذا الحديث يرسم خطة واضحة للمعية لا علاقة لها بالزمان، ولا بالمكان، بل علاقتها فقط بمدى التواصل مع رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، والذي تمثل الصلاة عليه أحد أهم مقوماته.

وورد في حديث آخر مقوم آخر، لا يرتبط لا بالمكان، ولا بالزمان، فقال: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)[3]

فهذا الحديث يحدد حسن الخلق مقياسا لمكانة المؤمن من رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وهو مما لا علاقة له لا بالمكان، ولا بالزمان.

ومثله قوله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (خياركم أحاسنكم أخلاقا)[4] فقد ربط (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) الخيرية في هذه الأمة، وفي غيرها من الأمم بالأخلاق الحسنة.

وهذه الأحاديث وغيرها تتناسب مع ما يقتضيه العقل السليم، لأنه من الغريب أن تصنف الأمة في قربها من الله تعالى وقربها من رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) على أساس زماني أو مكاني،


[1] رواه البخاري.

[2] حياة الأنبياء في قبورهم للبيهقي (ص: 93).

[3] سنن الترمذي.

[4] رواه الترمذي.

اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست