ولهذا فإن من القصور والغبن للأمة جميعا قصر المعية الواردة في قوله
تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ [الفتح: 29]
على صحابة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. بل كل من اتصف بتلك الصفات التي وردت في الآية تشمله المعية.
وقد ورد في الأحاديث الكثيرة ما يدل على هذا المعنى.. ولكن السنة
المذهبية تعظم ما تشاء من النصوص، وتلغي ما تشاء منها.
ومن تلك الأحاديث ما رواه المحدثون من أن رجلا جاء رجل إلى النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) فقال: يا رسول الله:
إنك لأحبُّ إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما
أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرتُ موتي وموتك وعرفتُ أنك إذا دخلتَ الجنة
رُفعتَ مع النبيئين، وإني إذا دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يردَّ النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) حتى نزل جبريل بهذه
الآية: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: 69][1]
وعن أنس قال: (بينا أنا ورسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) خارجان من المسجد فلقينا رجل عند
سدة المسجد فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ( ما أعددت لها ؟)
قال: (ولا
[1]
حديث حسن أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني في
الأوسط والصغير وحسنه ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة.
انظر أسباب النزول للإمام السيوطي ص 128..
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 30