responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 27

رسول الله .. والوسيلة

من الوظائف الكبرى التي جعلها الله لرسوله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، والتي هون من شأنها أصحاب القلوب المريضة من أهل السنة المذهبية وظيفة [الوسيلة]

وهي تعني ـ باختصار ـ أن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لم يأتنا فقط بدليل النجاة الذي تمثل في الشريعة السمحة، بل هو فوق ذلك حبل النجاة وسفيتنتها التي من لم يركبها لم ينل شيئا، ولم يصل إلى شيء.

أو هو ـ بعبارة أخرى ـ ليس مجرد طبيب يصف الأدوية لأمته فقط، بل هو نفسه (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) الدواء الذي من لم يستعمله لم يشف أبدا.

وهذه الحقيقة التي تدعمها كل الأدلة العقلية والنقلية حاولت السنة المذهبية، وخاصة ممثلوها الكبار من أصحاب المدارس السلفية أن ينزعوا صلاحياتها من رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لتقتصر علاقته بالأمة على الدور التبليغي والتشريعي دون ما سواه من الأدوار.

ولم يكتفوا بذلك التهميش والتهوين من هذا الدور العظيم الذي تدل عليه كل الأدلة، بل راحوا يتهمون من يقول بهذه الوظيفة بالشرك والبدعة والضلال.

وهذه التهمة الجاهزة ناتجة من سوء فهمهم للتوحيد.. فهم يتصورون الله ـ نتيجة للوثة الوثنية التي تسربت إلى السنة المذهبية ـ كما يتصورون الملوك والحكام الذين لا يحبون أن تنشغل الرعية عنهم بغيرهم، ولذلك يعتبرون كل تعظيم لغير الملك شركا .. وينسون أن رسل الله وجميع الذين اصطفاهم الله ليسوا سوى مظهر من مظاهر العناية الإلهية، ومنبع من منابع الرحمة الربانية.

وينسون أن الرحمة الكاملة، والعناية التامة لا تتمثل فقط في تبليغ الشرائع، وبيان الأحكام، وإنما تتمثل فوق ذلك في أن يكون الرسول المصطفى من لدن الله هو نفسه طوق

اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست