اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 25
فيها[1]، لرأينا كيف يهان رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، بل كيف يهان القرآن
الكريم نفسه، والذي يتوقف نزوله ـ حسب تلك الروايات ـ على الشدة التي يبديها عمر
في المطالبة بنزول الأحكام كما يطلبها هو.. فتأتي كما يطلبها هو.. بل أحيانا تأتي
بنفس الصيغة التي نطق بها.. وذلك ما يثير من الشبه التي يتعلق بها المنكرون للنبوة
ما لا يعلم به إلا الله.
ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في الرواية أنه قال لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (يارسول الله لو اتخذت من
مقام إبراهيم مصلى)، فنزلت الآية بنفس الصيغة [2].
ومنها أنه لما اجتمع على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نساؤه مطالبين بالنفقة، قال لهن عمر: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا
خيرا منكن)، فنزلت كذلك[3].
والأخطر من ذلك كله تلك الرواية التي تبين أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أخبر أنه كان معرضا للعذاب
بسببه اجتهاده الخاطئ في الأسرى.. وأنه لم يكن لينجو إلا عمر الذي نزل القرآن ـ
بزعمهم ـ بموافقته[4].
وهكذا يصبح رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ـ بحسب السنة المذهبية ـ تلميذا لأصحابه، لا أستاذا لهم.. بل يصبح القرآن
الكريم نفسه رهينا للآراء والتوجهات التي تملى عليه.. تعالى رسول
[1] فقد ألفت فيها المؤلفات
الكثيرة، ومنها: نفائس الدرر في موافقات عمر، لأبي بكر ابن زيد الدمشقي، وقطف
الثمر في موافقات عمر: لجلال الدين السيوطي، ونظم الدرر في موافقات عمر: لمحمد بن
إبراهيم البلبيسي، والموافقات العمرية للقرآن الشريف: لمحمد بن جمال الدين، والدر
المستطاب لموافقات عمر بن الخطاب: لحامد بن على العمادي الدمشقي، وضم الدرر في
موافقات عمر: لبدر الدين محمد بن محمد الغزي، واقتطاف الثمر في موافقات عمر: لابن
البدر الخطيب البعلي الدمشقي، والموافقات التي وقعت في القرآن لعمر بن الخطاب:
أحمد بن علي بن محمد المقدسي، وغيرها..