اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 99
والشيعي الذي يتصور أنه بمجرد ولائه لعلي بن أبي طالب، أو بكائه على
الحسين، أو انتظاره للمخلص، دون عمل وجهد وتطبيق للشريعة ظاهرا وباطنا مرجئ.
والعامي الذي يفخر على الناس بكونه مالكيا أو شافعيا أو حنفيا أو حنبليا،
ويتعصب لذلك، ويتصور أنه كاف للنجاة مرجئ.
وهكذا فإن الإرجاء قد تغلغل في أعماق هذه الأمة كما تغلغل قبلها في أعماق
بني إسرائيل..
ولكن مع ذلك، فإني مع كثرة المرجئة الذين أراهم، لم أر مرجئة أخطر من
إرجاء من يطلقون على أنفسهم لقب السلفية والأثرية وأهل الحديث.. بل إن الإرجاء وصل
بهم إلى تسمية أنفسهم (الفرقة الناجية)، وكأنهم تسلموا صكوك الغفران، أو مفاتيح
الجنان، ولم يبق بينهم وبينها إلا أن تأتي ملائكة الله في ساعة الاحتضار لتزفهم
إليها.
بالإضافة إلى أن سائر الأمة، وإن طمعت في فضل الله، وغلبت الرجاء على
الخوف، وقد تخطئ في بعض مصاديق ذلك، إلا أنها لم تتجرأ على غيرها كما تجرأ التيار
السلفي على غيره.. فهو لا يكتفي بأن يعتقد الجنان لنفسه، بل يجعل من عقائده التي
لا فكاك له عن الاعتقاد بها أن يرمي بالعذاب على غيره.. فهو لا يقول كما يقول بعض
الصوفية - مثلا - بأن
اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 99