وتفعيل هذه الأحاديث في الحياة يدعونا إلى البحث والتحقيق عنهم بدقة،
وعزل كل ما كتبوه أو دعوا إليه، حتى لا يتشوه دين الله الجميل بأهوائهم وفتنهم..
لأن ذلك لا يقل عن البحث عن الرواة السوء الذين كذبوا على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إن لم يكونوا أخطر منهم، قال
تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام: 21]
ولهذا، فإنا في هذه المقالات حاولنا أن نربط بين ما ورد في القرآن الكريم
من حديث عن علماء السوء، وأدوارهم التخريبية في الأمم السابقة، وكيف ورث علماء
السوء من هذه الأمة تلك الخلال، وراحوا ينفذونها بدقة.
وأول ما قاموا بتنفيذه لتصلح خططهم التخريبية أنهم وضعوا لأنفسهم حصانة
تحميهم من النقد والرد والتحذير.. وأن لحومهم مسمومة، فكل من أكل منها مات، وكل من
اقترب من ساحتهم سيعذب لا محالة، وستصيبه أنواع الآفات في الدنيا والآخرة..
وقد آتت تلك التحذيرات دورها للأسف، فالكثير يتجرأ على القرآن
[1] رواه ابن أبي
شيبة وأحمد والنسائي والطبراني في الكبير والحاكم.
اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 5