اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 6
الكريم، فيعطله، ويشوهه، ويغير معانيه، ويتجرأ على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فيحوله إلى ما شاء له هواه..
لكنه إن جاء إلى أولئك العلماء تجده جاثيا بين أيديهم، ساجدا لهم، لا يتجرأ على أن
ينبس ببنت كلمة في حقهم.. وهذا هو الشرك بعينه، والذي قال الله تعالى فيه: وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ
اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة: 165]، وقال: وَجَعَلُوا
لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ [إبراهيم: 30]
انطلاقا من هذا، فإن المرحلة الأولى في التدين الصحيح تبدأ من التخلص من
كل علاقة تربط المتدين بهذا الصنف من العلماء والدعاة، لأنهم الحجاب الأكبر الحائل
بين الخلق والحق..
والمرحلة الثانية تنطلق من تحطيم هذه الأنداد التي صارت تعبد من دون
الله، فلا يكفي أن يتدين المرء في نفسه، وهو يرى المخربين يشوهون دين الله، ويقضون
عليه، وهو يتفرج، وكأن الأمر لا يعنيه.
والكثير للأسف من هؤلاء الساكتين ينطلقون من رعاية مصالحهم الشخصية،
لأنهم يخافون أن يصطدموا مع المجتمع الخاضع لسيطرة علماء السوء، أو يخافوا أن
يجرحوا أو يصنفوا أو يحجر عليهم..
وكل هذه المخاوف لا قيمة لها، لأن من ضريبة التواصي بالحق التواصي
بالصبر، ومن ضريبة النهي عن المنكر تحمل أذى أصحاب
اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 6