اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 98
ابتسم التلميذ، وقال: وهل تركوا لنا
الفرصة لجوابهم.. لقد رمونا بالتجهم والرفض والاعتزال.. وكفرونا.. وأباحوا دماءنا.
قال الشيخ: وما يمنعكم من أن تسلكوا
سبيلهم.. وتنضموا إليهم، لتحقنوا دماءكم من جهة.. ولتعرفوا ذات ربكم من جهة أخرى.
قال التلميذ: منعنا من ذلك أمران: أما
أولهما فإحساسنا في مجالسكم بعظمة ربنا وعدم محدوديته وتقدسه أكثر من إحساسنا في
مدرستهم..
وأما الثاني، فهو أنهم يلزموننا إذا
انضممنا إلى مدرستهم بأن نقول أقوالا شنيعة في حق ربنا، لا تطيق عقولنا قبولها..
وهم يفرضونها فرضا على كل من دخل مدرستهم وإلا طردوه منها.
قال الشيخ: فما يقولون؟
قال التلميذ: إنهم يلزموننا أن نقول
بأن لله صورة ووجهاً زائداً على الذات، وعينين وفماً ولهوات وأضراساً ويدين وأصابع
وكفاً وخنصراً وإبهاماً وصدراً وفخذاً وساقين ورجلين.. وأنه يجوز أن يمس ويمس،
ويدني العبد من ذاته.. بل يلزمنا بعضهم أن نقول بأنه يتنفس[1].
وقد ذكروا لنا أن كل مخالفة لذلك
مخالفة للقرآن الكريم، وللسنة المطهرة.. وأنه لا حظ لمن لا يؤمن بها في معرفة
الله.. وأن من ينكر ذلك
[1] انظر:
الباز الأشهب المنقض على مخالفي المذهب لابن الجوزي (ص: 2)
.
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 98