اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 97
من ذات ربنا لا نقيرا ولا قطميرا..
ويقولون لنا ساخرين: كيف تعبدون
إلها ليس فوق العالم، ولا تحته، ولا عن يمينه، ولا عن يساره، ولا يحس، ولا يشم،
ولا يرى أبداً، وأنه لا يحويه مكان، وأنه لا يوصف بالنزول، ولا المجيء، ولا
الهرولة..
ويقولون لنا: إن تلك الأوصاف وغيرها
كثير لا تقال إلا للمعدوم.
ويذكرون لنا بأننا نعطل القرآن
الكريم بذلك.. بل نعطل السنة المطهرة.. ونعطل معها كل ما ورد عن السلف الصالح من
الآثار.
وبذلك لا يمكننا أبدا أن نعرف
الله.. فمعرفتنا بالله لا تختلف عن معرفتنا للوهم.
وقد ذكروا لنا في ذلك قول شيخهم
الذي يعتبرونه شيخا للإسلام: (.. ففي التوراة والقرآن من الآيات التي ظاهرها التجسيم ما
لا يحصى، وليس فيها نص بما يقوله النفاة من أن الله ليس بداخل العالم ولا خارجه
ولا متصل به ولا منفصل عنه.. إلى نحو ذلك من النفي الذي يقوله نفاة الصفات.
فمعلوم أنه ليس في الكتب الإلهية لا التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا القرآن
ولا غير ذلك من النبوات من هذا حرف واحد، وكلها مملوءة مما يقول هؤلاء إنه تجسيم)[1]