اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 39
وكل آية فيه بحر من بحار الحكمة..
ولكم أن تسبحوا في هذا البحر.. ولكم أن تغترفوا منه.. ولا تحقروا ما يلهمكم الله
أثناء تدبركم لكتابه، فالله { هُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ } [سبأ: 26]
ولا تحذروا أن تقولوا في القرآن ما
لم يقله سلفكم أو خلفكم.. فالقرآن هو خطاب الله لكم.. وبقدر تقواكم تنالون من
حكمته، وتفهمون مراد الله.. وترقى حياتكم ودرجتكم عند الله بذلك.. كما قال تعالى: { وَاتَّقُوا
اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [البقرة: 282]
رفع أحد التلاميذ يده بأدب، وقال[1]: يا شيخ.. في نفسي شيء
من طلب سليمان عليه السلام من ربه سبحانه وتعالى أن يعطيه ملكا لم يعطه أحدا من
عباده، كما نص على ذلك قوله تعالى: { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي
وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ
الْوَهَّابُ } [ص: 35]
قال الشيخ: قل، فلا حرج على المتعلم
أن يعرض شبهته على معلمه، ألم تعلم أن الناس سألوا رسول الله r عن الوسوسة التي يجدها أحدهم،
لأن يسقط عن الثريا أحب إليه أن يتكلم بها، فقال r:( ذاك صريح الإيمان، إن الشيطان
يأتي العبد فيما دون ذلك فإن عصم منه وقع فيما هنالك)[2]
[1] بعض العبر المذكوره
هنا نقلتها بتصرف من كتابي (مفاتيح المدائن)