اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40
قال التلميذ: لقد قلت في نفسي: لقد
عهدنا الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ زاهدين في متاع الدنيا راغبين في الله
مكتفين بالله، فكيف طلب سليمان u هذا الطلب الغريب؟
قال الشيخ: أجبني يا بني.. كيف ترى
سليمان u
في القرآن الكريم؟
قال التلميذ: لا أراه إلا خيرا
منيبا، بل لقد أثنى الله عليه بكونه منيبا رجاعا إلى الله، فقال:{ وَوَهَبْنَا
لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } (صّ:30)، وقال:{ وَلَقَدْ
فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ } (صّ:34)
قال الشيخ: فهل شغله تدبير ملكه
العظيم الذي لا نظير له عن الله؟
قال التلميذ: لا.. بل أراه يذكر
الله كل حين، ويعرف الفضل لله كل حين، فعندما مر على النملة وسمع كلامها قال:{ رَبِّ
أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى
وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي
عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } (النمل: من الآية19)
قال الشيخ: وهل ظهرت هذه الإنابة في
علاقته مع غيره؟
قال التلميذ: أجل، فقد كتب لملكة
سبأ يقول لها:{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } (النمل:31)
وقال مخاطبا رعيته:{ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ } (النمل: من الآية16)،
فقد أرجع الفضل
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40