اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37
كثيرا، وكان الثراء والترف باد على
الجميع: الشيخ وتلاميذه..
وهم يمثلون تلك الطائفة الكبيرة من
الأمة التي انشغلت بالقصة عن العبرة.. وانشغلت بالتاريخ عن الواقع.. وانشغلت بهوى
النفس عن مراد الرب..
ولذلك لم ترفعها القصص.. ولم تعرج
بها.. بل لم تهذب بها نفوسها.. بل إن الشيطان تسرب إليها من خلالها ليبثها وحيه،
ويلقنها مراده.. ويتخذ من آيات الله وسيلة لذلك، كما صور الله تعالى ذلك بدقة في
قوله: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ
إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ
مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي
شِقَاقٍ بَعِيدٍ } [الحج: 52، 53]
وقد كان للشيطان نصيب وافر في
تفاسير القرآن، وخاصة في الجانب القصصي منها، وكان له دور في تحريف مسار القرآن
الكريم بتلك التفاسير ليتحول من كتاب سنن وقوانين وحقائق وعبر إلى كتاب خرافة
وأسطورة وشعوذة.
سأحكي لكم حديث شيخ العبرة مع
تلاميذه.. وسأحكي لكم بعدها حديث شيخ الأسطورة مع تلاميذه، ولكم أن تحددوا موقفكم
الذي يجعلكم تعيشون القصص، أم تتسلون بها.
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37