responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36

عنها، مثلما نتيه تماما عن الرموز المودعة في القصص القرآني.

لقد قدر لي في ذلك اليوم أن أمر على مدرستين وشيخين مختلفتين تماما إلى درجة التناقض مع أن الكتاب الذي يحاولان فهمه واحد.

أما الشيخ الأول الذي مررت عليه بجنب تلاميذه في مدرسته المتواضعة، فهو شيخ العبرة.. كان المحل الذي يقيم فيه مع تلاميذه ضيقا بسيطا.. وكان عدد تلاميذه قليلا جدا.. ربما يمثلون تلك الطائفة المحدودة التي فهمت مراد الله من قصصه.. فاعتبرت الله مربيا بالقصص، وهاديا بها، وداعيا عباده إلى سبيله من خلاله.

تلك الطائفة التي وعت قوله تعالى: { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } (يوسف: 111)

تلك الطائفة هم أولوا الألباب الذي يهتمون باللب، لا بالقشور، وبالأعماق لا بالسطحيات..

تلك الطائفة هي الوحيدة التي عرفت أن الله بذاته العلية عندما يقص علينا أحسن القصص: { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ } (يوسف: 3) ليس حكواتيا ولا مؤرخا.. وإنما هو الله رب العالمين.. الذي يعلم نفوس عباده، ويعلم كيف يربيها.

أما الشيخ الثاني، فقد كانت مدرسته واسعة فسيحة، وكان عدد تلاميذه

اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست